مسميات من عبق الماضي

-طبعاً الكل يتسائل ما هي المسميات التي سأطرحها،ولكن بالواقع هي ليست مسميات فعلية أكثر منها مصطلحات أطلقها الأوليون على أطعمتهم أو ألبستهم لذا قررت أن أختار لكم قصة تسمية كل من (المعبوج-الطرشي).


أولاً:المعبوج:-

يحكي لنا الراوي هذه القصة في كتاب قديم جداً ولم أستطع أن أعرف اسمه ذلك لأن تقليبة الصفحة الواحدة قد تؤدي إلى تفتيت الأوراق،يقول الراوي أن سابقاً وفي حي (جبلة) كان هناك امرأة تدعى سارة وقد تزوجت من أحمد ورزقهم الله ما يقارب ال١٢ولد وبنت وحيدة،وكان لهذه البنت معزة خاصة في نفس أبوها وخاصة أنها آخر العنقود وكان لا يرد لها طلب،وفي أحد الأيام رجع أحمد إلى البيت وإذا به يرى زوجته سارة تضرب ابنته الوحيدة(لم أستطع معرفة اسمها لضياع الأحرف في الأوراق)فتدخل ونهرها وهددها في حال تكرار هذه الأعمال بأنه سيردها لبيت أهلها،ولكن سارة المسكينة لم تضربها إلا لسوء تصرفاتها وارتفاع صوتها بوجهها،لم ينفع هذا التبرير أمام أحمد بل قال انها وحيدته ويجب التحمل،هنا غلت نار الغيرة في قلب سارة وعند تحضيرها للعشاء قالت في نفسها (آنا أعرف اشلون أحرق لسانها اهي وياه) فقامت سارة بوضع الفلفل الهندي المطحون بالطعام وقالت لهما (هاج أكلي أنتي مع بوج) ومن هنا أتت التسمية.
------------
-القصة الثانية:قصة الطرشي:-
يحكى أنه كان هناك عائلتين يسكنان جنب بعد عائلة غنية وتشتغل بتجارة الخضراوات والأخرى تشتغل في بيع الأخشاب،وكان المرأة في البيت الغني مشرفة على قطف الخيار ،وفي أحد الأيام أتى شخص ووضع حوض زجاجي مليء بالخل كأمانة عند هذه السيدة وفي أحد الأيام سقطت محموعة من الخيارات داخل هذا العوض فأبت أن ترميهم في الزبالة حاشاكم وقالت حمار جارنا أولى به واذا بها ترسله للجارة الفقيرة،إلا أن الجارة الفقيرة وكعادة الفقراء سابقاً التعفف لم تقبل إلا بعد الإلحاح،وأخذت الخيارات ومن شدة الجوع والفقر قامت بتجريب أحد الخيارات فاستطعمتها،وتعودت عليها وفي كل مرة ترى فيها الجارة تسألها(إذا عندكم بعد طرشي) بمعنى إذا عندكم خيار لا يصلح للطعام أو البيع فأعطني اياه،وهكذا أصبحت تطلق (طرشي).
--------------







أتمنى أن تكون القصتين السابقتين نالتا اعجابكم،حيث إني تعبت في اقتفاء أثر هذه الروايات،ومعرفة خبايا وأسرار تتعلق بالماضي الجميل.


لحظة لحظة يالطيب/يبة،،،
موكل رواية بمحلها،اسأل عن المصدر.
طبعاً الكثير منكم قد كان صدق الروايتين والبعض الآخر صادها وهي طايرة،المقصود من هذا المقال الخفيف عالقلب ان شاء الله أني أحث القراء والمتابعيين على المصداقية في نقل الأحاديث والروايات عن الآخرين،فقد أصبحنا للأسف الشديد شعب القيل والقال رقم ١ عالمياً،لست هنا في هذه المقالة أرمز أو ألمز لموضوع الرشاوي بالعكس موضوع الرشاوي وضع يده عالجرح ففي كل بلد بالعالم يوجد نواب أسعارهم تتفاوت بحسب لعبةالحكومة،وستكون لي نظرة قانونية في هذا الموضوع لبحث العبث الحكومي إن لم تكن هناك رشاوي فعزيزي العضو...ما ودك تكشف...؟!؟!؟

جزئية الضريبة..وحرية إختيار.؟

دار نقاش اليوم بيني وبين أحد الزملاء وهو عبدالقادر بن جاسم ،كان النقاش عن مدى أحقية الدولة في فرض الضرائب على الموارد التي تنتجها أو تحتكرها؟ وكان ردي بجواز هذه الضريبة ولكن عارضني الزميل عبدالقادر ولعله مصيب وأنا مخطأ،وسبب عدم إطالة النقاش هو عدم كفاية أو بالأصح إسعاف ال (التويتر) لنا في النقاش.


---------


-لست هنا حتى أبين سلبيت الضريبة، إنما ما أتى مخيلتي وفكري هو إستنباط لإيجابيات الضريبة وقد أكون مخطأ وقد أكون صائب،ولكن هي مجرد فكرة قابلة للنقد والتأييد.
--------


-أولا:مفهوم الضريبة:
الضريبة أو الجباية هو مبلغ تتقاضاه الدولة من الأشخاص والمؤسسات بهدف تمويل نفقات الدولة ،أي بهدف تمويل كل القطاعات التي تصرف عليها الدولة،وقد تنص الكثير من القوانين في عديد من البلدان على أن الضريبة مبلغ مالي تطلبه الدولة من الذين يتحقق فيهم شروط معينة.


-------
ثانيا:من أنواع الضرائب:
-هناك أنواع متعددة للضرائب،ولكن أبرز تقسيم لها هو الضريبة المباشرة والغير مباشرة.


-الضريبة المباشرة:تفرض على رأس المال مباشرة وتنصب على دخل الفرد(المكلف)،سواء شخص طبيعي أم إعتباري كالشركات.


-الضريبة الغير مباشرة:لعل أبرزها الرسوم الجمركية والضريبة على الإستهلاك.


-ولكن ما يهمنا هو أنواع الضرائب على (الإنفاق) وهي الضرائب على استعمالات للحصول على السلع أو الخدمات المختلفة وتنقسم إلى ثلاث أنواع:
-ضرائب على السلع والخدمات المنتجة محليا.
-الضرائب على السلع والخدمات المستوردة.
-الضرائب على الإنفاق.
------------
ولعل نقطة الحوار كانت ولعلني لم أخطأ (الضرائب على السلع والخدمات المنتجة محليا).
-----------
ومن هنا أتتني الفكرة لهذه النقطة بالتحديد والوقوف عندها بتمعن،لكن قبل الدخول في تفاصيلها علي شرع بعض الأساسيات على النحو التالي:


-نظرية المرفق العام:
-يتفق الفقهاء على أن هناك مبادىء أساسية مشتركة بين مختلف المرافق العامة تحكم هذه المرافق وتسيرها وقد قام الفقيه لويس لورلان بتنظيم هذه المبادىء بصفة متناسقة في شكل ثلاث مبادىء أساسية وإن صح التعبير أفرع:


-الفرع الأول :مبدأ إستمرارية المرفق العام:
بحيث تتولى المرافق العمومية القيام بخدمات أساسية للمواطنين وت}من حاجات عمومية.
-الفرع الثاني:مبدأ المساواة للمنتفعين أمام المرفق.
-الفرع الثالث:مبدأ المساواة في الإلتحاق بالمرفق العام.
--------------

*وفق هذه النظرية نبدأ بسم الله تعالى بالدخول في صلب الموضوع:-

-الحكومة الكسولة وتعطل المرفق العام:
من هذا المنطلق وجب البحث عن حل لإنقاذ المرافق العامة التي تعطلت بسبب كسل الحكومة ،ولكن مادخل الضريبة في الموضوع..؟

-للضريبة شأن ملتصق في تسيير كافة المرافق العامة في الدولة في أغلب بلدان العالم،ولكن هل معنى ذلك وجوب فرضها في دولة الكويت على الجميع وبوجود مركز مالي مميز لها في العالم..؟

-يتضح لنا من خلال التساؤلات السابقة أن الخلل ليس حكومي فقط إنما كذلك خلل من المواطن نفسه حيث تم إهدار المال العام والتعرض للمرافق العامة بشكل كبير في الأونة الأخيرة.ما الحل..؟

-أولا:مفهوم الإحساس بالقيم والضريبة:
الإحساس بالقيمة معناه الإحساس بقيمة الشيء وخطورته،أي الإحساس بقيمة النفع أو الضرر أي الإحساس بقيمة اللذة.

-هذه القيمة مفقودة لدى شريحة كبيرة بالمجتمع من خلال  إستخدامهم للمرفق العام ولعل السبب هو التعود على توفر الشيء وبديله عند التلف

-قد تكون الضريبة حل يزرع الإحساس بقيمة الشيء في نفوس مسيئي إستخدام المرفق العام والمال العام.

ثانيا:تحول الإحساس بالقيمة إلى شراكة:
عند تحول الإحساس بالقيمة وحرص الشخص على المرفق العام يتحول الشخص من مستهلك إلى مشترك أو شريك،حيث يستطيع الشخص المهمش والمتحول إلى شريك أن يحج الشخص مسيء الإستخدام للمرفق العام بفاعلية أكثر بحكم الشراكة.
ثالثا:ضريبة إختيارية لا جبرية..؟

-إذا كنا ننتقد فكرة الضريبة من الأساس في دولة الكويت لما لا نحولها لفكرة تطبيق إختيارية لا جبرية؟

من الأمثلة التي أتت إلى مخيلتي أن يقوم المستهلك مثلا  بالتقييد في وزارة المالية برغبته التامة بدفع هذه الضرائب،ولكن هنا يأتي دور الحكومة الكسولة بإغراء المواطن بدفعها كيف..؟

يمكن لذلك أن يتحقق من خلال القضايا العالقة كالتعليم والصحة،حيث تغري الحكومة المواطن بتأمين صحي وتعليم جامعي خاص من خلال إلتزامه بدفع الضريبة(شرط أن تكون هذه الضريبة على سلع الدولة ومنتجاتها).

-لعل هذه الفكرة السابقة التي تم طرح مجرد قياس بسيط الهدف منها التوضيح لإيجابيات الضريبة من هذا النوع بقصد السلع التي تقدمها الدولة.
*********************

ختاما

-على الرغم من إيجابيات الفكرة التي طرحتها ودفاع عن إيجابيات هذا النوع من الضريبة،إلا أني لا أزال أشفق على عقلي بوجود رجاء من هذه الحكومة الكسولة،حتى لو طبقت هذه الفكرة من سيحاسب الحكومة الكسولة على تقصيرها أو خذلها للمواطن المشترك بالنظام الضريبي..؟!

-لعل ما نحتاج إليه أكثر من الضريبة مجلس رقابي على الخصخصة..؟ أم نطبق الرقابة على الضريبة التي تعيد ملكية المرافق العامة للدولة..؟



شكرا للمتابعة

العادة والتعويد..وصراع المبدأ

العادة والتعويد..وصراع المبدأ

بالفعل هذا هو الحاصل في المجتمعات الحالية وبالأخص في مجتمعنا الكويتي،طبعا الكل يتسائل عن ماهية العادة والتعويد وما العلاقة بين المصطلحين السابقين بمسمى المبدأ..؟


-العادة:في اللغة تكون هوما يعتاده الإنسان اي يعود الية مرارا وتكرارا، والعادة تتطور بعمل النشاط عدة مرات وان الخلايا العصبية في الدماغ تخلق مسار ثابت صعب التغيير.


-بمعنى يمكن إدخال العادات والتقاليد المكتسية تحت هذا المسمى(العادة) ومن هذه العادات الموروثة الدواويين ودورها الفعال في النسيج الإجتماعي الكويتي ولعل الدواويين أصبحت في مجتمعنا الكويتي يوما من الأيام أشبه ما تكون معسكرات تخلق آراء رجالية للمجتمع الكويتي يوما بعد يوما وهناك غيرها من العادات التي عاش بها المواطن الكويتي في المجتمع.

-ماهو المقصود بسياسة التعويد..؟

التعويد هو محاولة خلق عادة وعرف جديد دخيل على المجتمع،أي مجتمع كان بما يناسب أهواء البعض،قد نرى العديد من الأعراف والتقاليد التي يحاول البعض خلقها في المجتمع لهدف جعل الشيء المكتسب لا غنى عنه في المجتمع.

-لعل أبرز ما تم تعويد الشعب الكويتي عليه في الآونة الأخيرة الحديث السياسي،فقد لا يخلو في يومنا هذا بيت كويتي من دون متحدث واحد رسمي بإسم البيت بالسياسة وكأن المجتمع الكويتي أصبح  في يوم وليلة مجموعة فقهاء سياسيين دون غير السياسة من علوم.

-هنا يدق ناقوس الخطر على المجتمع على النحو الآتي:

-النقد يتحول إلى تذمر.
-تسييس القضايا حسب الأهواء.
-تقسيم المجتمع إلى مجتمعات تحت مسمى مجتمع
-الإصلاح يأتي تحت مسمى رقابي لا مسمى فعلي،هذا ما نراه من بلدية الكويت ووزارة الداخلية مجرد كشف أغذية فاسدة وكشف أوكار الدعارة.
-الجهاز الإعلامي في الدولة يتحول إلى مجهر يراقب الحياة اليومية للسياسيين وغيرهم من صناع القرار.
-وغيره من الأشياء والتغيرات التي لا تعد ولا تحصى تحت مسمى تطور،وهي بالواقع ليست إلا تخلف ولعل الشاهد على ذلك شيء واحد مقارنة بسيطة بين دولة الكويت وأي دولة من دول الجوار في مجال الإعلام فقط لا غير ولو قلت أكثر لن أنتهي.


-المبدأ والتعويد:

المبدأ له تعاريف كثيرة باللغة،ولعل أبرز ما يهمنا في المبدأ من معان أنها (قاعدة-أساس-منهج)،أي صراط يسير عليه المجتمع ومن الصعب مخالفته من قبل الأشخاص وإلا أصبح الشخص شاذ  وخارج عن المألوف،ولكن مع وجود سياسة التعويد في أي مجتمع من المجتمعات يتستر هذا الفعل تحت مسمى قاعدة جديدة وكأنها مخلوقه في المجتمع من أزل.


-التعويد وقتل المبدأ:

كيف للتعويد أن يقتل المبدا لنخرج من دائرة المقارنة قليلا عن المجتمع الكويتي ونتوسع نحو المجتمع العربي،المسجد الأقصى قضية الإسلام والعروبة لاحظ معي عزيز القارىء منذ متى والصهاينة يهددون بهدمة ومنذ متى والإعلام العربي ينادي بالدفاع عن المسجد الأقصى ربما منذ أكثر من 40 سنة..؟!؟

-نجد المجتمع العربي تحول من حالة الهيجان الشعبي إلى حالة ترقب تحت لسان (يلا متى بس يصدق إعلامنا بشي...؟)
وهذا ما حصل مع القضية الليبية بالضبط وأخشى أن يندس سم التعويد كذلك في القضية السورية.


-عودة لمجتمعنا الكويت:نجد كذلك التعويد في أصبح في الكماليات ومن لا يخضع لها أصبح مخالف مثال ذلك التكنولوجيا من لا يقتني أحدث الصيحات التكنولوجية أصبح متخلف.

-على الجانب الفعلي في المجتمع التعويد وصل في بعض الأشخاص من صناع القرار لدرجة تجعل منهم يهبون للتكسب تحت أي قضية دون النظر للمبدأ وممكن أن يتحول بيوم وليلة من شخص لشخص،دون مراعاة المبدأ.



------------------
*ملاحظات:

-لست ضد الإنفتاح في المجتمع إنما الإنفتاح الإيجابي لا السلبي.
-التعويد عبارة عن عادات دخيلة على المجتمع وقد تحتمل الإيجاب والسلب ولكن من النظرة الواقعية لمجتمعنا التعويد ليس إلا بالسلب لا بالإيجاب.