العادة والتعويد..وصراع المبدأ

العادة والتعويد..وصراع المبدأ

بالفعل هذا هو الحاصل في المجتمعات الحالية وبالأخص في مجتمعنا الكويتي،طبعا الكل يتسائل عن ماهية العادة والتعويد وما العلاقة بين المصطلحين السابقين بمسمى المبدأ..؟


-العادة:في اللغة تكون هوما يعتاده الإنسان اي يعود الية مرارا وتكرارا، والعادة تتطور بعمل النشاط عدة مرات وان الخلايا العصبية في الدماغ تخلق مسار ثابت صعب التغيير.


-بمعنى يمكن إدخال العادات والتقاليد المكتسية تحت هذا المسمى(العادة) ومن هذه العادات الموروثة الدواويين ودورها الفعال في النسيج الإجتماعي الكويتي ولعل الدواويين أصبحت في مجتمعنا الكويتي يوما من الأيام أشبه ما تكون معسكرات تخلق آراء رجالية للمجتمع الكويتي يوما بعد يوما وهناك غيرها من العادات التي عاش بها المواطن الكويتي في المجتمع.

-ماهو المقصود بسياسة التعويد..؟

التعويد هو محاولة خلق عادة وعرف جديد دخيل على المجتمع،أي مجتمع كان بما يناسب أهواء البعض،قد نرى العديد من الأعراف والتقاليد التي يحاول البعض خلقها في المجتمع لهدف جعل الشيء المكتسب لا غنى عنه في المجتمع.

-لعل أبرز ما تم تعويد الشعب الكويتي عليه في الآونة الأخيرة الحديث السياسي،فقد لا يخلو في يومنا هذا بيت كويتي من دون متحدث واحد رسمي بإسم البيت بالسياسة وكأن المجتمع الكويتي أصبح  في يوم وليلة مجموعة فقهاء سياسيين دون غير السياسة من علوم.

-هنا يدق ناقوس الخطر على المجتمع على النحو الآتي:

-النقد يتحول إلى تذمر.
-تسييس القضايا حسب الأهواء.
-تقسيم المجتمع إلى مجتمعات تحت مسمى مجتمع
-الإصلاح يأتي تحت مسمى رقابي لا مسمى فعلي،هذا ما نراه من بلدية الكويت ووزارة الداخلية مجرد كشف أغذية فاسدة وكشف أوكار الدعارة.
-الجهاز الإعلامي في الدولة يتحول إلى مجهر يراقب الحياة اليومية للسياسيين وغيرهم من صناع القرار.
-وغيره من الأشياء والتغيرات التي لا تعد ولا تحصى تحت مسمى تطور،وهي بالواقع ليست إلا تخلف ولعل الشاهد على ذلك شيء واحد مقارنة بسيطة بين دولة الكويت وأي دولة من دول الجوار في مجال الإعلام فقط لا غير ولو قلت أكثر لن أنتهي.


-المبدأ والتعويد:

المبدأ له تعاريف كثيرة باللغة،ولعل أبرز ما يهمنا في المبدأ من معان أنها (قاعدة-أساس-منهج)،أي صراط يسير عليه المجتمع ومن الصعب مخالفته من قبل الأشخاص وإلا أصبح الشخص شاذ  وخارج عن المألوف،ولكن مع وجود سياسة التعويد في أي مجتمع من المجتمعات يتستر هذا الفعل تحت مسمى قاعدة جديدة وكأنها مخلوقه في المجتمع من أزل.


-التعويد وقتل المبدأ:

كيف للتعويد أن يقتل المبدا لنخرج من دائرة المقارنة قليلا عن المجتمع الكويتي ونتوسع نحو المجتمع العربي،المسجد الأقصى قضية الإسلام والعروبة لاحظ معي عزيز القارىء منذ متى والصهاينة يهددون بهدمة ومنذ متى والإعلام العربي ينادي بالدفاع عن المسجد الأقصى ربما منذ أكثر من 40 سنة..؟!؟

-نجد المجتمع العربي تحول من حالة الهيجان الشعبي إلى حالة ترقب تحت لسان (يلا متى بس يصدق إعلامنا بشي...؟)
وهذا ما حصل مع القضية الليبية بالضبط وأخشى أن يندس سم التعويد كذلك في القضية السورية.


-عودة لمجتمعنا الكويت:نجد كذلك التعويد في أصبح في الكماليات ومن لا يخضع لها أصبح مخالف مثال ذلك التكنولوجيا من لا يقتني أحدث الصيحات التكنولوجية أصبح متخلف.

-على الجانب الفعلي في المجتمع التعويد وصل في بعض الأشخاص من صناع القرار لدرجة تجعل منهم يهبون للتكسب تحت أي قضية دون النظر للمبدأ وممكن أن يتحول بيوم وليلة من شخص لشخص،دون مراعاة المبدأ.



------------------
*ملاحظات:

-لست ضد الإنفتاح في المجتمع إنما الإنفتاح الإيجابي لا السلبي.
-التعويد عبارة عن عادات دخيلة على المجتمع وقد تحتمل الإيجاب والسلب ولكن من النظرة الواقعية لمجتمعنا التعويد ليس إلا بالسلب لا بالإيجاب.


هناك تعليق واحد:

مساعد الجارد يقول...

السلام عليكم

العزيز عبدالله

قرأت المقال و أعجبني محتواه و صياغته و أسلوبك البسيط لتوصيل الفكرة .

التعويد مع الوقت يصبح عادة .
الأنظمة و الحكومة تعودنا على أشياء معينة ثم نعتادها نحن الشعوب و نقبل لها .

أفضل تفسير لما يحدث عندنا في الكويت من تغيير مفاجئ في الإعلام الحكومي و غير حكومي .

بعد فترة مع غياب الوعي اللازم ما عودتنا عليه الحكومة عادات نقبل بها و ربما ندافع عنها !

أنا أراهن فقط على الوعي الذي سيحول دون ذلك .

شكرا عبدالله .

تحياتي .